ياربيع: ما رأيت من حجَّتي مثله».

تقبل القصة عند القارئ، أحياناً، لما فيها من ابتكـار، ويذهل عما إذا كانت موضوعـة، أو واقعة، فإن تذكر كثرة الوضع في ذلك الزمن، والهدف منه، ورأى شيئاً من هذا في القصة التي أمامه مال إلى أنها موضوعة، وبقي إكباره لواضعها، والفكرة المبتكرة التي جاء بها، مستغلاً الوضع السياسي في ذلك الزمن، وواضعاً إطاراً متقناً، يتماشى مع الصورة التي أراد أن يرسمها، لتخدم غرضه، وتدفع بالفكرة، أو الأفكار، التي أراد أن يقدمها، وينشرها على الملأ، وصار من حظها أن تطوي القرون، وتصل إلى أجيال متتالية، زاهية نضرة، لم يبهت نورها، ولم يخمد أوارها، وما فارقها شبابها، بقيت مسقط الإعجاب، ومهوى طالبي الطرافة، والأمور الغريبة.

وهذه قصة ينطبق عليها هذا القول، اختارها المفّري، لتكون ضمن كتابه «المختار من نوادر الأخبار» ص: 70:

«حدث الأمين: أحمد بن موسى، قال: ما رأيت رجلاً محجاجاً، أثبت جنانا، من رجل وُقِّع فيه عند المنصور، أن عنده ودائع، وأموالاً، وسلاحاً، لبني أمية.

فأمر المنصور حاجبه: الربيع، بإحضاره، فأحضر بين يديه، فقال له المنصور: قد رفع لنا أن عندك ودائع، وأموالاً، وسلاحاً، لبني أمية، فأخرج لنا منها، وأحمل الجميع إلى بيت المال.

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، أأنت وارث بني أمية؟

قال: لا.

فوصي أنت؟

قال: لا.

قال: فلِمَ تسأل عن ذلك؟

فأطرق المنصور ساعة، ثم قال:

إن بني أمية ظلموا الناس، وغصبوا أموال المسلمين، فأنا آخذها وأردها إلى بيت مال المسلمين.

فقال الرجل: تحتاج يا أمير المؤمنين إلى بَيّنَة، يقبلها الحاكم أن المال الذي لبني أمية هو الذي في يدي، وأنه هو الذي اغتصبوه من الناس، وأمير المؤمنين يعلم أن بني أمية كانت معهم أموال لأنفسهم غير أموال الناس التي اغتصبوها -على ما يزعم أمير المؤمنين- فسكت المنصور ساعة، ثم قال: يا ربيع، صدق الرجل، ولم يجب لنا عليه شيء.

ثم قال للرجل: ألك حاجة؟

قال: نعم.

قال: ماهي؟

قال: أريد أن تجمع بيني، وبين الرجل الذي سعى فيَّ إليك، فوالله، ياأمير المؤمنين، لم يكن لبني أمية عندي مال، ولا سلاح، وإنما حضرت بين يدي أمير المؤمنين، ورأيت ماهو فيه من العدل والإنصاف، واتباع الحق، واجتناب الباطل، وأن هذا لا يجوزه، أيقنت أن هذا الكلام الذي صدر مني هو أنجح، وأصلح لما سألني عنه، وأقرب إلى الخلاص.

فقال: ياربيع، اجمع بينه وبين الرجل الذي اتهمه.

فلما وقف عليه، أمسكه، وقال: هذا الذي أخذ لي خمس مئة دينار، وهرب، ولي عليه سطور بها.

فأحضر إلى أمير المؤمنين، واستنطقه، فأقرّ بالمال في ذمته، فقال الرجل: ياأمير المؤمنين، قد وهبتها له من أجلك، وله عندي خمس مئة دينار لحضوري مجلسك.

فاستحسن المنصور فعله، وكان في كل وقت يقول:

ياربيع: ما رأيت من حجَّتي مثله».

لابد من وقفة تدبر، فالرجل لم يك يعرف أن المنصور سيوسّع له صدره، حتى يتمادى في الجدل، والمنصور بغلظته، وهي مما يقتضيه بدء دولة قامت على أنقاض دولة كبرى، ولو كان الأمر أمر مال لهان الأمر، ولكن أمر السلاح مختلف، وفي هذا حجة للمنصور.

والمكيال الذي يعطى به المال مكيال واسع أكثر من أن يكون مقبولاً، والمتوقع أن يعفي الرجل خصمه من خمس مئة دينار التي في ذمته، وفي هذا كرم متناه، أما أن يعطيه خمس مئة دينار أخرى فأمر أبعد من المستبعد، حتى لو كان الكاتب وشَّى السبب برداء مطرز جميل، وهو ادعاؤه عرفان الجميل لنسب الرجل في التشرف بالحضور في مجلس أمير المؤمنين، وكان بالإمكان أن يكون تنازله عن خمس المئة الأولى لهذا المعروف الذي أسداه إليه بتسببه في مقابلة الخليفة.

حلووووووووووووووه

يعطيك العافيه يامبدع

لاعدمناااك

جميــــــــــــــــــــــل

يعطيك العافيه

اخ مبدع

ابدعت واتقنت

موفق باذن الله

حياة القلوب كتب:: حلووووووووووووووه

يعطيك العافيه يامبدع

لاعدمناااك

الاحلى مرورك سيدتى

أحساس قلب كتب:: جميــــــــــــــــــــــل

يعطيك العافيه

اخ مبدع

الاجمل حضورك

الحزين كتب:: ابدعت واتقنت

موفق باذن الله

سفير الغرام كتب: